Pages

Wednesday 14 January 2015

طرابلسي، كما هي حقاً

طبعاً هي ليست ملكي و لا ملكاً لأحد، إنّها كما كلّ الأراضي، مدينة على ساحل البحر المتوسّط، في رقعة من قارة آسيا، تشكّل جزءاً بسيطاً، لا بل ضئيلاً جدّا من كوكب الأرض.  لكّنها بالرّغم من صغر مساحتها تحوي الكثير من الموارد البشرية الثمينة، أناسٌ ينهضون بها كلّ يوم، لا يعرفون اليأس و لا ينتابهم الكسل. إنّهم ابناء مدينتي، أجل اشعر بالإنتماء، لذلك أنسبها لي، لإطمئناني تجاه من يقطنها فعلاً.

في اليوم العاشر من كانون الثاني 2015 شهدت المدينة ولادة بطل. فبالفعل، وُلدت بطولته عندما قرّر أن يحمي الآخرين بدمه، انّه أبو علي عيسى الذي احتضن الإنتحاري الثاني في جبل محسن خوفاً من أن يفجّر نفسه في المقهى حيث احتشد العديد من الشبّان بعد الإنفجار الأوّل. وُلِد البطل عند انفجار الحزام الناسف.
البطل أبو علي عيسى
اختلفت انواع البطولة فالبعض أبطالٌ بما يفعلون يومياً، بما يفكّرون و ما يسعون اليه.
قبل حادثة جبل محسن بيوم واحد فقط شهدت شوارع الميناء شبّاناً و شابات يتجوّلون بين أزقّتها حاملين لافتات كُتب عليها "عبوطة ببلاش" أو "free hug".