امي تتعبني، تقول لي دائما بانني مخطئة، انا دائما مخطئة طالما رأيي يعارض رأيها.
انا دائما مذنبة، لا أصلي 5 مرات في اليوم، لا اقرأ سورة الكهف يوم الجمعة، اتسكع مع نصفي الآخر بالرغم من عدم وجود وثيقة زواج، اتاخر ليلا ولا ارد الغيبة عني.
انا مخطئة لأنني لا اريد ان اخضع للنظام المطبّق على الأغلبية، لأنني لا اريد ان اشتري شقة وادفع ما فوقي وما تحتي من المال لكي نعيش سويا بين 4 جدران مضجرة.
اخطأت حينما قررت ان اتعلم دون مقابل، اخطأت حين قررت ان لا أتبع شبيهي الشيوخ بل أبحث بنفسي في القرآن وقصص الأنبياء، اخطأت حين آمنت بانني أستطيع فهم القرآن اذا اردت ذلك.
لقد كذبت على نفسي وعلى من هم حولي لسنين طوال، كنت افكر لوحدي، فإذا سألت كانت تقول لي "أنت فقط تريدين ان تعارضي الدين والمجتمع" وتغضب.
لم انل ما اريد، لم تجاوبني بل وبختني، لم ارد جوابا اصلا، كل ما كنت احتاجه هو القليل من التفهم. لم ارد ان تحكم علي بالجحود، لم ارد ان تقنعني برأيها.
أبي يتعبني ايضا، لم نتكلم يوما كأب وابنته، انا اشبهه حقا ولكنني انثى، لا يحق لي ما يحق له، وان احببت السفر كما سافر هو وحيدا، انا انثى، وان احببت العيش في بيت اخر، انا انثى، وان أحببت قضاء الوقت ليلا خارج المنزل ادرس، اقضي وقتا مع صديقتي، انا انثى، مجنونة، غير مرضية، متعبة.
ماذا سيقولون؟ من هؤلاء الذين تخافونهم؟ من هم؟ دعوني أقابلهم، دعوني أدلهم الطريق الأنسب للعيش كإنسان، أقول لهم عن ماذا يتكلمون فلا يضيعون الوقت في النميمة والحكم على الآخرين.
اخي متعب، اختي متعبة، واخي الصغير متعب ايضا، كل ما بطريقته، اذا كل ما اقوله هو خاطئ، هو مجنون، اقول حمقاً، اقول غباءاً، لا أفكر كما يريدونني أن أفكر.
انا معتوهة، أريد ان أعارض فقط، لا أرتدي خاتم خطوبة، كما يجب، لا أريد الإحتفال، كما يجب، لا أحب التقاليد، كما يجب، لا أحب الذهب، كما يجب، لا أحب المهر، اريد بالوناً احمراً أو سلطة مع الكثير من البقدونس، لا احب العرس التقليدي، انه يبكيني، لا اريد ان ابكي في عرسي، لذلك لن يكون "كما يجب".
هلا توقفتوا عن نعتي بالمعتوهة؟ هلا توقفتوا عن ارهاقي؟ هلا توقفتوا عن الحكم على عقلي وافكاري؟ هلا توفقتوا للحظة وحاولتوا ان تفهموا ما اقول، بدل ان تفكروا في الرد؟
انا انسان، انا لست بشيطان الانس، انا لست اسرائيل، انا انسان، انا ابنة، انا اخت، انا صديقة انا حبيبة، انا مرهقة.