طبعاً هي ليست ملكي و لا ملكاً لأحد، إنّها كما كلّ الأراضي، مدينة على ساحل البحر المتوسّط، في رقعة من قارة آسيا، تشكّل جزءاً بسيطاً، لا بل ضئيلاً جدّا من كوكب الأرض. لكّنها بالرّغم من صغر مساحتها تحوي الكثير من الموارد البشرية الثمينة، أناسٌ ينهضون بها كلّ يوم، لا يعرفون اليأس و لا ينتابهم الكسل. إنّهم ابناء مدينتي، أجل اشعر بالإنتماء، لذلك أنسبها لي، لإطمئناني تجاه من يقطنها فعلاً.
في اليوم العاشر من كانون الثاني 2015 شهدت المدينة ولادة بطل. فبالفعل، وُلدت بطولته عندما قرّر أن يحمي الآخرين بدمه، انّه أبو علي عيسى الذي احتضن الإنتحاري الثاني في جبل محسن خوفاً من أن يفجّر نفسه في المقهى حيث احتشد العديد من الشبّان بعد الإنفجار الأوّل. وُلِد البطل عند انفجار الحزام الناسف.
البطل أبو علي عيسى |
اختلفت انواع البطولة فالبعض أبطالٌ بما يفعلون يومياً، بما يفكّرون و ما يسعون اليه.
قبل حادثة جبل محسن بيوم واحد فقط شهدت شوارع الميناء شبّاناً و شابات يتجوّلون بين أزقّتها حاملين لافتات كُتب عليها "عبوطة ببلاش" أو "free hug".
The Free Huggers in Mina - TripoliLB |
اختلفت العبارات بين "تعا دفيني" و"je suis free hugger" و"hug the whale" و المقصد واحد: "أعبطني". بالفعل قام هؤلاء الشباب بإحتضان كلّ من مرّ في تلك الطرقات، في حانة و في مقهىً آخر عالمفرق. هؤلاء أبطال ايضاً، هم من يمثلون السكان الأصليين للمدينة، من يقطنوها و يعملون لأجل مدينتهم.
فادي و أصدقاءه خلال عملية التنظيف |
هي مجموعة من الفنانات و الفنانين يتقنون الرسم على الجدران كما على الورق، في اجتماعاتهم يرسمون و يتحدثون عن مشاريعهم المستقبلية، و ربما من أهمّها طلاء السلّم الذي يقع أمام مبنى البلدية و يؤدي إلى مقهى "التل العليا" الذي يعرف بالمشهد الطبيعي السائد على المكان من أشجار كثيفة و رونق طرابلس القديمة.
اعتقد بأنّ الإسم يكفي ليحدّث عمّا يقوم به أعضاء هذه الجمعية، اذ ان كلّ نشاطاتهم تصبّ في مصلحة عاصمة الشمال، من جولات تصويرية تجعل منهم يبدون كالسوّاح في مدينتهم إلى زيارات لدور العجزة و الأيتام و غيرها من النشاطات العديدة.
لعلّي لن استطيع التحدث عن باقي الجمعيات و المبادرات و الحملات، فهناك LASeR - المؤسسة اللبنانية لدعم البحث العلمي، TEC Tripoli Entrepreneur Club, TEDx Azmi Street , مبادرة "كفانا صمتا" التي تكفّلت بإعادة اعمار مكتبة السائح، وأخيراً وليس آخراً الكندي.
هؤلاء هم وجه طرابلس الحقيقي، هؤلاء هم أبناءها.
ابن طرابلس يحمي و يدافع، يحتضن، ينظّف، يصلح، يجمّل و يزيّن، يثقّف، يبادر، يتواصل و يحبّ.
الإرهابيون ليسوا طرابلسيي الاصل، و إن كانوا كذلك، فإنّه مجرّد حبرٍ على هويّة مزيّفة.
LASeR, Lebanese Association for Scientific Research |
From Alkindy's last event |
TEDx Azmi Street |
Tripoli Entrepreneur club - TEC |
افتتاح مكتبة السائح مع الأب ابراهيم سرّوج |
Tall Olya Staircase Before and After - Done By Sketch Jam Tripoli |
No comments:
Post a Comment